تفسير و معنى كلمة عذرا عُذۡرٗا من سورة الكهف آية رقم 76


قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۭ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرٗا ٧٦

سبباً وحُجَّة


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "عذر"

العذر: تحري الإنسان ما يمحو به ذنوبه. ويقال: عذر وعذر، وذلك على ثلاثة أضرب: إما أن يقول: لم أفعل، أو يقول: فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا، أو يقول: فعلت ولا أعود، ونحو ذلك من المقال. وهذا الثالث هو التوبة، فكل توبة عذر وليس كل عذر توبة، واعتذرت إليه أتيت بعذر، وعذرته: قبلت عذره. قال تعالى: يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا [التوبة/94]، والمعذر: من يرى أن له عذرا ولا عذر له. قال تعالى: وجاء المعذرون [التوبة/90]، وقرئ (المعذرون) (وبها قرأ يعقوب الحضرمي. انظر: إرشاد المبتدي ص 355) أي: الذين يأتون بالعذر. قال ابن عباس: لعن الله المعذرين ورحم المعذرين (انظر: الدر المنثور 4/260؛ والأضداد لابن الأنباري ص 321؛ واللسان (عذر). قال ابن الأنباري: كأن المعذر عنده الذي يأتي بمحض العذر، والمعذر: المقصر؛ وانظر عمدة الحفاظ: عذر)، وقوله: قالوا معذرة إلى ربكم [الأعراف/164]، فهو مصدر عذرت، كأنه قيل: أطلب منه أن يعذرني، وأعذر: أتى بما صار به معذورا، وقيل: أعذر من أنذر (انظر: الأضداد ص 321؛ والبصائر 4/36) : أتى بما صار به معذورا، قال بعضهم: أصل العذر من العذرة وهو الشيء النجس (راجع: اللسان مادة (عذر) )، ومنه سمي القلفة العذرة، فقيل: عذرت الصبي: إذا طهرته وأزلت عذرته، وكذا عذرت فلانا: أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه، كقولك: غفرت له، أي: سترت ذنبه، وسمي جلدة البكارة عذرة تشبيها بعذرتها التي هي القلفة، فقيل: عذرتها، أي: افتضضتها، وقيل للعارض في حلق الصبي عذرة، فقيل: عذر الصبي إذا أصابه ذلك، قال الشاعر: - 313 - غمز الطبيب نغانغ المعذور * (هذا عجز بيت لجرير، وشطره: غمز ابن مرة يا فرزدق كينها وهو في ديوان ص 885؛ والمجمل 3/655؛ والأضداد ص 322؛ وتهذيب اللغة 2/310. النغانغ: لحمات عند اللهوات) ويقال: اعتذرت المياه: انقطعت، واعتذرت المنازل: درست، على طريق التشبيه بالمعتذر الذي يندرس ذنبه لوضوح عذره، والعاذرة قيل: المستحاضة (قال ابن فارس: ويقال: إن العاذرة: المرأة المستحاضة، وفيه نظر، كأنهم أقاموا الفاعل مقام المفعول؛ لأنها تعذر في ترك الوضوء والاغتسال. انظر: المجمل 3/656)، والعذور: السيء الخلق اعتبارا بالعذرة، أي: النجاسة، وأصل العذرة: فناء الدار، وسمي ما يلقى فيه باسمها.


تصفح سورة الكهف كاملة