تفسير و معنى كلمة ملاقو مُّلَٰقُواْ من سورة البقرة آية رقم 249


فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ٢٤٩

الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ: الذين يوقنون بلقاء الله بعد البعث


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "لقي"

اللقاء: مقابلة الشيء ومصادفته معا، وقد يعبر به عن كل واحد منهما، يقال: لقيه يلقاه لقاء ولقيا ولقية، ويقال ذلك في الإدراك بالحس، وبالبصر، وبالبصيرة. قال: لقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه [آل عمران/143] وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا [الكهف/62]. وملاقاة الله عز وجل عبارة عن القيامة، وعن المصير إليه. قال تعالى: واعلموا أنكم ملاقوه [البقرة/223] و قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله [البقرة/249] واللقاء: الملاقاة. قال: وقال الذين لا يرجون لقاءنا [يونس/15]، إلى ربك كدحا فملاقيه [الانشقاق/6]، فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا [السجدة/14] أي: نسيتم القيامة والبعث والنشور، وقوله: يوم التلاق [غافر/15] أي: يوم القيامة، وتخصيصه بذلك لالتقاء من تقدم ومن تأخر، والتقاء أهل السماء والأرض، وملاقاة كل أحد بعمله الذي قدمه، ويقال: لقي فلان خيرا وشرا. قال الشاعر: - 411 - فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره (الشطر للمرقش الأصغر، وعجزه: ومن يغو لا يعدم على الغي لائما وهو في اللسان (غوى) ؛ والمفضليات ص 247. وهو من قصيدته التي مطلعها: ألا يا اسلمى لا صرم لي اليوم فاطما * ولا أبدا ما دام وصلك دائما) وقال آخر: - 412 - تلقى السماحة منه والندى خلقا (هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وصدره: إن تلق يوما على علاته هرما وهو من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان وأباه، ومطلعها: إن الخليط أجد البين فانفرقا * وعلق القلب من أسماء ما علقا وهو في ديوانه ص 41) ويقال: لقيته بكذاك إذا استقبلته به، قال تعالى: ويلقون فيها تحية وسلاما [الفرقان/75]، ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/11]. وتلقاه كذا، أي: لقيه. قال: وتتلقاهم الملائكة [الأنبياء/103]، وقال: وإنك لتلقى القرآن [النمل/6] والإلقاء: طرح الشيء حيث تلقاه، أي: تراه، ثم صار في التعارف اسما لكل طرح. قال: فكذلك ألقى السامري [طه/87]، قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين [الأعراف/115]، وقال تعالى: قال ألقوا [الأعراف/116]، قال: القها يا موسى * فألقاها [طه/19 - 20]، وقال: فليلقه اليم بالساحل [طه/39]، وإذا ألقوا منها [الفرقان/ 13]، كلما ألقي فيها فوج [الملك/8]، وألقت ما فيها وتخلت [الانشقاق/4] وهو نحو قوله: وإذا القبور بعثرت [انفطار/4]، ويقال: ألقيت إليك قولا، وسلاما، وكلاما، ومودة. قال تعالى: تلقون إليهم بالمودة [الممتحنة/1]، فألقوا إليهم القول [النحل/86]، وألقوا إلى الله يومئذ السلم [النحل/87]، وقوله: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا [المزمل/5] فإشارة إلى ما حمل من النبوة والوحي، وقوله: أو ألقى السمع وهو شهيد [ق/37]، فعبارة عن الإصغاء إليه، وقوله: فألقي السحرة سجدا [طه/70] فإنما قال: (ألقي) تنبيها على أنه دهمهم وجعلهم في حكم غير المختارين.


تصفح سورة البقرة كاملة