تفسير و معنى كلمة أحدا أَحَدٗا من سورة الكهف آية رقم 42


وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصۡبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيۡهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُشۡرِكۡ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا ٤٢

أحَدٌ: اسْمٌ لِكُلِّ مَنْ يَصلُحُ أنْ يُخاطَبَ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "أحد"

أحد يستعمل على ضربين: أحدهما: في النفي فقط (قال المختار بن بونا الجكني الشنقيطي في تكميله لألفية ابن مالك: وعظموا بأحد الآحاد *** وأحد في النفي ذو انفراد بعاقل، ومثله غريب *** كما هنا من أحد قريب). والثاني: في الإثبات. فأما المختص بالنفي فلاستغراق جنس الناطقين، ويتناول القليل والكثير على طريق الاجتماع والافتراق، نحو: ما في الدار أحد، أي: لا واحد ولا اثنان فصاعدا لا مجتمعين ولا مفترقين، ولهذا المعنى لم يصح استعماله في الإثبات؛ لأن نفي المتضادين يصح، ولا يصح إثباتهما، فلو قيل: في الدار واحد لكان فيه إثبات واحد منفرد مع إثبات ما فوق الواحد مجتمعين ومفترقين، وذلك ظاهر الإحالة، ولتناول ذلك ما فوق الواحد يصح أن يقال: ما من أحد فاضلين (وهذا النقل حرفيا في البصائر 2/91)، كقوله تعالى: فما منكم من أحد عنه حاجزين [الحاقة/47]. وأما المستعمل في الإثبات فعلى ثلاثة أوجه: الأول: في الواحد المضموم إلى العشرات نحو: أحد عشر وأحد وعشرين. والثاني أن يستعمل مضافا أومضافا إليه بمعنى الأول، كقوله تعالى: أما أحدكما فيسقي ربه خمرا [يوسف/41]، وقولهم: يوم الأحد. أي: يوم الأول، ويوم الاثنين. والثالث: أن يستعمل مطلقا وصفا، وليس ذلك إلا في وصف الله تعالى بقوله: قل هو الله أحد [الإخلاص/1]، وأصله وحد (قال الفيروز آبادي: وأصله وحد، أبدلوا الواو همزة على عادتهم في الواوات الواقعة في أوائل الكلم، كما في: أجوه ووجوه، وإشاح ووشاح، وامرأة أناة ووناة. انظر: البصائر 2/92)، ولكن وحد يستعمل في غيره نحو قول النابغة: - 10 - كأن رحلي وقد زال النهار بنا *** بذي الجليل على مستأنس وحد (البيت من معلقته؛ وهو في ديوانه ص 31؛ وشرح المعلقات للنحاس 2/162)


تصفح سورة الكهف كاملة