تفسير و معنى كلمة أحصنت أَحۡصَنَتۡ من سورة الأنبياء آية رقم 91
أَحْصَنَتْ فَرْجَها: صانته بالعِفَّة
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "حصن"
الحصن جمعه حصون، قال الله تعالى: مانعتهم حصونهم من الله [الحشر/2]، وقوله عز وجل: لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة [الحشر/14]، أي: مجعولة بالإحكام كالحصون، وتحصن: إذا اتخذ الحصن مسكنا، ثم يتجوز به في كل تحرز، ومنه: درع حصينة؛ لكونها حصنا للبدن وفرس حصان: لكونه حصنا لراكبه، وبهذا النظر قال الشاعر: - 115 - أن الحصون الخيل لا مدر القرى *** (هذا عجز بيت للأسعر الجعفي، شاعر جاهلي، وصدره: ولقد علمت على تجشمي الردى وهو في الأصمعيات ص 141؛ والبصائر 2/472؛ والحيوان 1/346) وقوله تعالى: إلا قليلا مما تحصنون [يوسف/48]، أي: تحرزون في المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصنن وامرأة حصان وحاصن، وجمع الحصان: حصن، وجمع الحاصن حواصن، ويقال: حصان للعفيفة، ولذات حرمة، وقال تعالى: ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها [التحريم/12]. وأحصنت وحصنت، قال الله تعالى: فإذا أحصن فإن أتين [النساء/25]، أي: تزوجن، أحصن: زوجن، والحصان في الجملة: المحصنة؛ إما بعفتها، أو تزوجها؛ أو بمانع من شرفها وحريتها. ويقال: امرأة محصن ومحصن، فالمحصن يقال: إذا تصور حصنها من نفسها، والمحصن يقال إذا تصور حصنها من غيرها، وقوله عز وجل: وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات [النساء/25]، وبعده: فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب [النساء/25]، ولهذا قيل: المحصنات: المزوجات، تصورا أن زوجها هو الذي أحصنها، و لمحصنات من النساء [النساء/24] بعد قوله: حرمت [النساء/23]، بالفتح لا غير، وفي سائر المواضع بالفتح والكسر؛ لأن اللواتي حرم التزوج بهن المزوجات دون العفيفات، وفي سائر المواضع يحتمل الوجهين.
تصفح سورة الأنبياء كاملة