تفسير و معنى كلمة اصطفاه ٱصۡطَفَىٰهُ من سورة البقرة آية رقم 247


وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكٗاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةٗ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ٢٤٧

اخْتارَهُ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "صفو"

أصل الصفاء: خلوص الشيء من الشوب، ومنه الصفا، للحجارة الصافية. قال تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله [البقرة/158]، وذلك اسم لموضع مخصوص، والاصطفاء: تناول صفو الشيء، كما أن الاختيار: تناول خيره، والاجتباء: تناول جبايته. واصطفاء الله بعض عباده قد يكون بإيجاده تعالى إياه صافيا عن الشوب الموجود في غيره، وقد يكون باختيار وبحكمه وإن لم يتعر ذلك من الأول، قال تعالى: الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس [الحج/75]، إن الله اصطفى آدم ونوحا [آل عمران/ 33]، اصطفاك وطهرك واصطفاك [آل عمران/42]، اصطفيتك على الناس [الأعراف/144]، وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار [ص/47]، واصطفيت كذا على كذا، أي: اخترت. أصطفى البنات على البنين [الصافات/153]، وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/59]، ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا [فاطر/32]، والصفي والصفية: ما يصطفيه الريئس لنفسه، قال الشاعر: - 282 - لك المرباع منها والصفايا (هذا شطر بيت لعبد الله بن عنمة يخاطب بسطام بن قيس، وعجزه: وحكمك والنشيطة والفضول وهو في اللسان (صفا) ؛ وأساس البلاغة (صفا) ؛ والأصمعيات ص 37. ومطلع القصيدة: لأم الأرض ويل ما أجنت * غداة أضر بالحسن السبيل) وقد يقالان للناقة الكثيرة اللبن، والنخلة الكثيرة الحمل، وأصفت الدجاجة: إذا انقطع بيضها كأنها صفت منه، وأصفى الشاعر: إذا انقطع شعره تشبيها بذلك، من قولهم: أصفى الحافر: إذا بلغ صفا، أي: صخرا منعه من الحفر، كقولهم: أكدى وأحجر (يقال: أكدى الحافر: إذا حفر فبلغ الكدا، وهي الصخور. اللسان (كدا). ومثله: أحجر)، والصفوان كالصفا، الواحدة: صفوانة، قال تعالى: كمثل صفوان عليه تراب [البقرة/264]، ويقال: يوم صفوان: صافي الشمس، شديد البرد.


تصفح سورة البقرة كاملة