تفسير و معنى كلمة الحر ٱلۡحُرُّ من سورة البقرة آية رقم 178


يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءٞ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنٖۗ ذَٰلِكَ تَخۡفِيفٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةٞۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١٧٨

الحُرُّ: ضِدُّ العَبْدِ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "حرر"

الحرارة ضد البرودة، وذلك ضربان: - حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحمية، كحرارة الشمس والنار. - وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال: حر يومنا والريح يحر حرا وحرارة (قال السرقسطي: حر النهار يحر ويحر حرارة وحرا، وأحر: اشتد حره. راجع: الأفعال 1/328)، وحر يومنا فهو محرور، وكذا: حر الرجل، قال تعالى: لا تنفروا في الحر قل: نار جهنم أشد حرا [التوبة/81]، والحرور: الريح الحارة، قال تعالى: ولا الظل ولا الحرور [فاطر/21]، واستحر القيظ: اشتد حره، والحرر: يبس عارض في الكبد من العطش. والحرة: الواحدة من الحر، يقال: حرة تحت قرة (اللسان قر. وانظر ص 663. )، والحرة أيضا: حجارة تسود من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحر القتل: اشتد، وحر العمل: شدته، وقيل: إنما يتولى حارها من تولى قارها (هذا مثل، أي يتولى العقوبة والضرب من يتولى العمل والنفع. - وجاء في الحديث: أتي بالوليد بن عقبة عند عثمان بن عفان، فشهد عليه حمران ورجل آخر، فشهد أحدهما أنه رآه يشربها - يعني الخمر - وشهد الآخر أن رآه يتقاياها، قال عثمان: إنه لم يتقاياها حتى شربها، وقال لعلي كرم الله وجهه: أقم عليه الحد، فقال علي للحسين: أقم عليه الحد، فقال الحسن: ول حارها من تولى قارها، فقال علي لعبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد، فأخذ السوط فجلده. راجع: معالم السنن 3/338)، والحر: خلاف العبد، يقال: حر بين الحرورية والحرورة. والحرية ضربان: - الأول: من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو: الحر بالحر [البقرة/178]. - والثاني: من لم تتملكه الصفات الذميمة من الحرص والشره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضاد ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار) (الحديث صحيح أخرجه البخاري في الجهاد، باب الحراسة في الغزو 6/60، وفي الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال 11/253؛ وأخرجه ابن ماجه في الزهد 2/1386؛ وانظر: شرح السنة 14/262؛ والفتح الكبير 2/31)، وقول الشاعر: - 106 - ورق ذوي الأطماع رق مخلد *** (الشطر في الذريعة ص 206؛ وعمدة الحفاظ: حر) وقيل: عبد الشهوة أذل من عبد الرق، والتحرير: جعل الإنسان حرا، فمن الأول: فتحرير رقبة مؤمنة [النساء/92]، ومن الثاني: نذرت لك ما في بطني محررا [آل عمران/35]، قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المذكور في قوله عز وجل: بنين وحفدة [النحل/72]، بل جعله مخلصا للعبادة، ولهذا قال الشعبي: معناه مخلصا، وقال مجاهد: خادما للبيعة (أخرجه عن مجاهد ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد. راجع: الدر المنثور 2/182)، وقال جعفر: معتقا من أمر الدنيا، وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد، وحررت القوم: أطلقتهم وأعتقتهم عن أسر الحبس، وحر الوجه: ما لم تسترقه الحاجة، وحر الدار: وسطها، وأحرار البقل (قال ابن فارس: وحر البقل: ما يؤكل غير مطبوخ. انظر: المجمل 1/211) معروف، وقول الشاعر: - 107 - جادت عليه كل بكر حرة (الشطر لعنترة من معلقته، وتمامه: فتركن كل قرارة كالدرهم ويروي: كل عين ثرة وهو في ديوانه ص 18؛ وشرح المعلقات 2/16؛ واللسان (حر) ؛ والمجمل 1/155) وباتت المرأة بليلة حرة (يقال هذا إذا لم يصل إليها بعلها في أول ليلة، فإن تمكن منها فهي بليلة شيباء. انظر: المجمل 1/211)، وكل ذلك استعارة، والحرير من الثياب: ما رق، قال الله تعالى: ولباسهم فيها حرير [فاطر/33].


تصفح سورة البقرة كاملة