تفسير و معنى كلمة الخبائث ٱلۡخَبَٰٓئِثَۚ من سورة الأنبياء آية رقم 74


وَلُوطًا ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗا وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعۡمَلُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَٰسِقِينَ ٧٤

الأفعال المنكرة والأشياء المستقذرة واحدتها خبيثة والمُرادُ إتْيانُ الرِّجالِ للشَّهْوَةِ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "خبث"

الخبث والخبيث: ما يكره رداءة وخساسة، محسوسا كان أو معقولا، وأصله الرديء الدخلة (الدخلة: البطانة الداخلة) الجاري مجرى خبث الحديد، كما قال الشاعر: - 133 - سبكناه ونحسبه لجينا *** فأبدى الكير عن خبث الحديد (البيت في البصائر 2/522؛ والمستطرف 1/38 دون نسبة؛ والتمثيل والمحاضرة ص 288) وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال، قال عز وجل: ويحرم عليهم الخبائث [الأعراف/157]، أي: ما لا يوافق النفس من المحظورات، وقوله تعالى: ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث [الأنبياء/74]، فكناية عن إتيان الرجال. وقال تعالى: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب [آل عمران/179]، أي: الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنفوس الخبيثة من النفوس الزكية، وقال تعالى: ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب [النساء/2]، أي: الحرام بالحلال، وقال تعالى: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات [النور/26]، أي: الأفعال الردية والاختيارات المبهرجة لأمثالها، وكذا: الخبيثون للخبيثات، وقال تعالى: قل لا يستوي الخبيث والطيب [المائدة/100]، أي: الكافر والمؤمن، والأعمال الفاسدة والأعمال الصالحة، وقوله تعالى: ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة [إبراهيم/26]، فإشارة إلى كل كلمة قبيحة من كفر وكذب ونميمة وغير ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن أطيب من عمله، والكافر أخبث من عمله) (لم أجده في الحديث، لكن جاء نحوه عن علي بن أبي طالب قال: فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه. نهج البلاغة ص 665) ويقال: خبيث مخبث، أي: فاعل الخبث.


تصفح سورة الأنبياء كاملة