تفسير و معنى كلمة الزبور ٱلزَّبُورِ من سورة الأنبياء آية رقم 105
كِتاب داود عَلَيْهِ السَّلامُ
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "زبر"
الزبرة: قطعة عظيمة من الحديد، جمعه زبر، قال: آتوني زبر الحديد [الكهف/96]، وقد يقال: الزبرة من الشعر، جمعه زبر، واستعير للمجزإ، قال: فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا [المؤمنون/53]، أي: صاروا فيه أحزابا. وزبرت الكتاب: كتبته كتابة غليظة، وكل كتاب غليظ الكتابة يقال له: زبور، وخص الزبور بالكتاب المنزل على داود عليه السلام، قال: وآتينا داود زبورا [النساء/163]، ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر [الأنبياء/ 105]، وقرئ زبورا (وهي قراءة حمزة وخلف. الإتحاف 312) بضم الزاي، وذلك جمع زبور، كقولهم في جمع ظريف: ظروف، أو يكون جمع زبر (في اللسان: الزبر: الكتاب، والجمع زبور، مثل قدر وقدور) وزبر مصدر سمي به كاكتاب، ثم جمع على زبر، كما جمع كتاب على كتب، وقيل: بل الزبور كل كتاب يصعب الوقوف عليه من الكتب الإلهية، قال: وإنه لفي زبر الأولين [الشعراء/196]، وقال: والزبر والكتاب المنير [آل عمران/184]، أم لكم براءة في الزبر [القمر/43]، وقال بعضهم: الزبور: اسم للكتاب المقصور على الحكم العقلية دون الأحكام الشرعية، والكتاب: لما يتضمن الأحكام والحكم، ويدل على ذلك أن زبور داود عليه السلام لا يتضمن شيئا من الأحكام. وزئبر الثوب معروف (الزئبر: ما يظهر من درز الثوب. وقال أبو زيد: زئبر الثوب وزغبره. اللسان (زأبر) )، والأزبر ما ضخم زبرة كاهله، ومنه قيل: هاج زبرؤه، لمن يغضب (قال ابن منظور: وفي المثل: هاجت زبراء، وهي خادم كانت للأحنف بن قيس، وكانت سليطة، فكانت إذا غضبت قال الأحنف: هاجت زبراء، فصارت مثلا لكل أحد، حتى يقال لكل إنسان، إذا هاج غضبه: هاجت زبراؤه. اللسان (زبر) ؛ والقصة مطولة في لطف التدبير ص 67).
تصفح سورة الأنبياء كاملة