تفسير و معنى كلمة الشيطان ٱلشَّيۡطَٰنَ من سورة مريم آية رقم 44


يَٰٓأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ عَصِيّٗا ٤٤

مَخْلوقٌ خَبيثٌ لا يُرَى، يُغْرِي بِالفَسادِ والشَّرِّ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "شطن"

الشيطان النون فيه أصيلة (قال ابن منظور: والشيطان: فيعال من: شطن: إذا بعد، فيمن جعل النون أصلا، وقولهم: الشياطين دليل عن ذلك. اللسان (شطن) )، وهو من: شطن أي: تباعد، ومنه: بئر شطون، وشطنت الدار، وغربة شطون، وقيل: بل النون فيه زائدة، من شاط يشيط: احترق غضبا، فالشيطان مخلوق من النار كما دل عليه قوله تعالى: وخلق الجان من مارج من نار [الرحمن/15]، ولكونه من ذلك اختص بفرط القوة الغضبية والحمية الذميمة، وامتنع من السجود لآدم، قال أبو عبيدة (انظر: مجاز القرآن 1/32) : الشيطان اسم لكل عارم من الجن والإنس والحيوانات. قال تعالى: شياطين الأنس والجن [الأنعام/112]، وقال: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم [الأنعام/121]، وإذا خلوا إلى شياطينهم [البقرة/14]، أي: أصحابهم من الجن والإنس، وقوله: كأنه رؤوس الشياطين [الصافات/65]، قيل: هي حية خفيفة الجسم، وقيل: أراد به عارم الجن، فتشبه به لقبح تصورها، وقوله: واتبعوا ما تتلوا الشياطين [البقرة/102]، فهم مردة الجن، ويصح أن يكونوا هم مردة الإنس أيضا، وقال الشاعر: - 268 - لو أن شيطان الذئاب العسل (لم أجده) جمع العاسل، وهو الذي يضطرب في عدوه، واختص به عسلان الذئب. وقال آخر: - 269 - ماليلة الفقير إلا شيطان (الرجز للشماخ، وبعده: ساهرة تودي بروح الإنسان *** يدعى بها القوم دعاء الصمان وهو في ديوانه ص 413؛ والملاحن ص 52؛ واللسان (شطن) ؛ وتفسير الراغب ورقة 22) وسمي كل خلق ذميم للإنسان شيطانا، فقال عليه السلام: (الحسد شيطان والغضب شيطان) (جاء في الحديث: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) أخرجه أحمد 4/226، وأبو نعيم في الحلية 2/130؛ وأبو داود برقم 4784. وفي حديث آخر: (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) أخرجه أبو داود، ولا يصح، ورقمه 4903؛ وابن ماجه من حديث أنس بإسناد ضعيف 1/1408).


تصفح سورة مريم كاملة