تفسير و معنى كلمة المسرفين ٱلۡمُسۡرِفِينَ من سورة الأنبياء آية رقم 9


ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ ٩

المُفْرِطينَ والمُجاوِزينَ للاعْتِدالِ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "سرف"

السرف: تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر. قال تعالى: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا [الفرقان/ 67]، ولا تأكلوها إسرافا وبدارا [النساء/6]، ويقال تارة اعتبارا بالقدر، وتارة بالكيفية، ولهذا قال سفيان: (ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف، وإن كان قليلا) (انظر: البصائر 3/216)، قال الله تعالى: ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين [الأنعام/141]، وأن المسرفين هم أصحاب النار [غافر/ 43]، أي المتجاوزين الحد في أمورهم، وقال: إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب [غافر/28]، وسمي قوم لوط مسرفين (قال تعالى: ولوطا إذ قال لقومه: أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين *** إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون الأعراف 80 - 81)، من حيث إنهم تعدوا في وضع البذر في الحرث المخصوص له المعني بقوله: نساؤكم حرث لكم [البقرة/223]، وقوله: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم [الزمر/53]، فتناول الإسراف في المال، وفي غيره. وقوله في القصاص: فلا يسرف في القتل [الإسراء/33]، فسرفه أن يقتل غير قاتله، إما بالعدول عنه إلى من هو أشرف منه، أو بتجاوز قتل القاتل إلى غيره حسبما كانت الجاهلية تفعله، وقولهم: مررت بكم فسرفتكم (حكى الأصمعي عن بعض الأعراب وواعده أصحاب له من المسجد مكانا، فأخلفهم، فقيل له في ذلك، فقال: مررت بكم فسرفتكم، أي: أغفلتكم. انظر الصحاح، والعباب: سرف)، أي: جهلتكم، من هذا، وذاك أنه تجاوز ما لم يكن حقه أن يتجاوز فجهل، فلذلك فسر به، والسرفة: دويبة تأكل الورق، وسمي بذلك لتصور معنى الإسراف منه، يقال: سرفت الشجرة فهي مسروفة.


تصفح سورة الأنبياء كاملة