تفسير و معنى كلمة بطريقتكم بِطَرِيقَتِكُمُ من سورة طه آية رقم 63


قَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَٰنِ لَسَٰحِرَٰنِ يُرِيدَانِ أَن يُخۡرِجَاكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِمَا وَيَذۡهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلۡمُثۡلَىٰ ٦٣

بِمَذْهَبِكُم


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "طرق"

الطريق: السبيل الذي يطرق بالأرجل، أي يضرب. قال تعالى: طريقا في البحر [طه/77]، وعنه استعير كل مسلك يسلكه الإنسان في فعل، محمودا كان أو مذموما. قال: ويذهبا بطريقتكم المثلى [طه/63]، وقيل: طريقة من النخل، تشبيها بالطريق في الامتداد، والطرق في الأصل: كالضرب، إلا أنه أخص؛ لأنه ضرب توقع كطرق الحديد بالمطرقة، ويتوسع فيه توسعهم في الضرب، وعنه استعير: طرق الحصى للتكهن، وطرق الدواب الماء بالأرجل حتى تكدره، حتى سمي الماء الدنق طرقا (قال ابن فارس: والطرق: الماء الذي قد كدرته الإبل. المجمل 2/595)، وطارقت النعل، وطرقتها، وتشبيها بطرق النعل في الهيئة، قيل: طارق بين الدرعين، وطرق الخوافي (ريش الطائر، ويقابلها القوادم) : أن يركب بعضها بعضا، والطارق: السالك للطريق، لكن خص في التعارف بالآتي ليلا، فقيل: طرق أهله طروقا، وعبر عن النجم بالطارق لاختصاص ظهوره بالليل. قال تعالى: والسماء والطارق [الطارق/1]، قال الشاعر: - 299 - نحن بنات طارق (الرجز لهند بنت بياضة، وهو في اللسان (طرق) ؛ والمجمل 2/595؛ والبصائر 3/504. وقيل: لهند بنت عتبة) وعن الحوادث التي تأتي ليلا بالطوارق، وطرق فلان: قصد ليلا. قال الشاعر: - 300 - كأني أنا المطروق دونك بالذي * طرقت به دوني وعيني تهمل (البيت لأمية بن أبي الصلت، من أبيات أولها: غذوتك مولودا وعلتك يافعا * تعل بما أدني إليك وتنهل وهو في الحماسة البصرية 2/306؛ وشرح الحماسة للتبريزي 2/133؛ وتفسير القرطبي 10/246) وباعتبار الضرب قيل: طرق الفحل الناقة، وأطرقتها، واستطرقت فلانا فحلا، كقولك: ضربها الفحل، وأضربتها، واستضربته فحلا. ويقال للناقة: طروقة، وكني بالطروقة عن المرأة. وأطرق فلان: أغضى، كأنه صار عينه طارقا للأرض، أي: ضاربا له كالضرب بالمطرقة، وباعتبار الطريق، قيل: جاءت الإبل مطاريق، أي: جاءت على طريق واحد، وتطرق إلى كذا نحو توسل، وطرقت له: جعلت له طريقا، وجمع الطريق طرق، وجمع طريقة طرائق. قال تعالى: كنا طرائق قددا [الجن/11]، إشارة إلى اختلافهم في درجاتهم، كقوله: هم درجات عند الله [آل عمران /163]، وأطباق السماء يقال لها: طرائق. قال الله تعالى: ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق [المؤمنون/17]، ورجل مطروق: فيه لين واسترخاء، من قولهم: هو مطروق، أي: أصابته حادثة لينته، أو لأنه مضروب، كقولك: مقروع، أو مدوخ، أو لقولهم: ناقة مطروقة تشبيها بها في الذلة.


تصفح سورة طه كاملة