تفسير و معنى كلمة بهيمة بَهِيمَةِ من سورة الحج آية رقم 34


وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ٣٤

مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ: المُرادُ ما رزقهم من أكْل الأنعام


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "بهم"

البهمة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكل ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مبهم. ويقال: أبهمت كذا فاستبهم، وأبهمت الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبهيمة: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير. فقال تعالى: أحلت لكم بهيمة الأنعام [المائدة/1]، وليل بهيم، فعيل بمعنى مفعل (في المخطوطة: بمعنى مفعول) ؛ قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعن فيه فلا يدرك، وفرس بهيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: (يحشر الناس يوم القيامة بهما) (الحديث: (يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما)، قال: قلنا: وما بهما؟ قال: (ليس معهم شيء...) الخ. أخرجه أحمد بإسناد حسن في مسنده 3/495؛ والحاكم 2/437 وصححه ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر: وله طريق أخرى عند الطبراني وإسناده صالح، وانظر: شرح السنة 1/280؛ ومجمع الزوائد 10/354) أي: عراة، وقيل: معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم. والبهم: صغار الغنم، والبهمى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها (وذلك أن (أفعل) تأتي للتكثير، كأضب المكان:كثرت ضبابه، وأظبى: كثرت ظباؤه، وأعال: كثرت عياله. وقد جمع الحسن بن زين الشنقيطي رحمه الله شيخ والد شيخنا معاني (أفعل) في تكميله لامية الأفعال لابن مالك فقال: بأفعل استغن أو طاوع مجرده *** وللإزالة والوجدان قد حصلا وقد يوافق مفتوحا ومنكسرا *** ثلاثيا كوعى والمرء قد نملا أعن وكثر وصير عرضن به *** وللبلوغ كأمأى جعفر إبلا وعدين به وأطلقن وقس *** ونقلنا غيره من هذه نقلا)، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها.


تصفح سورة الحج كاملة