تفسير و معنى كلمة عجبا عَجَبٗا من سورة الكهف آية رقم 63
على نَحْوٍ يُتَعَجَّبُ منه
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "عجب"
العجب والتعجب: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولهذا قال بعض الحكماء: العجب ما لا يعرف سببه، ولهذا قيل: لا يصح على الله التعجب؛ إذ هو علام الغيوب لا تخفى عليه خافية. يقال: عجبت عجبا، ويقال للشيء الذي يتعجب منه: عجب، ولما لم يعهد مثله عجيب. قال تعالى: أكان للناس عجبا أن أوحينا [يونس/2]، تنبيها أنهم قد عهدوا مثل ذلك قبله، وقوله: بل عجبوا أن جاءهم [ق/2]، وإن تعجب فعجب قولهم [الرعد/5]، كانوا من آياتنا عجبا [الكهف/9]، أي: ليس ذلك في نهاية العجب بل في أمورنا أعظم وأعجب منه. قرآنا عجبا [الجن/1]، أي: لم يعهد مثله، ولم يعرف سببه. ويستعار مرة للمونق فيقال: أعجبني كذا أي: راقني. قال تعالى: ومن الناس من يعجبك قوله [البقرة/204]، ولا تعجبك أموالهم [التوبة/85]، ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم [التوبة/25]، أعجب الكفار نباته [الحديد/20]، وقال: بل عجبت ويسخرون [الصافات/12]، أي: عجبت من إنكارهم للبعث لشدة تحققك معرفته، ويسخرون لجهلهم. وقيل: عجبت من إنكارهم الوحي، وقرأ بعضهم: بل عجبت (وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر: إرشاد المبتدي ص 521) بضم التاء، وليس ذلك إضافة المتعجب إلى نفسه في الحقيقة بل معناه: أنه مما يقال عنده: عجبت، أو يكون عجبت مستعارا بمعنى أنكرت، نحو: أتعجبين من أمر الله [هود/73]، إن هذا لشيء عجاب [ص/5]، ويقال لمن يروقه نفسه: فلان معجب بنفسه، والعجب من كل دابة: ما ضمر وركه.
تصفح سورة الكهف كاملة