تفسير و معنى كلمة غيب غَيۡبُ من سورة الكهف آية رقم 26
الغَيْبُ: مَا خَفِيَ واسْتَتَرَ ولَمْ يَسْتَطِع النَّاسُ إدْراكَهُ بِحَواسِّهِمْ
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "غيب"
الغيب: مصدر غابت الشمس وغيرها: إذا استترت عن العين، يقال: غاب عني كذا. قال تعالى: أم كان من الغائبين [النمل/20]، واستعمل في كل غائب عن الحاسة، وعما يغيب عن علم الإنسان بمعنى الغائب، قال: وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين [النمل/75]، ويقال للشيء: غيب وغائب باعتباره بالناس لا بالله تعالى؛ فإنه لا يغيب عنه شيء، كما لا يغرب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض. وقوله: عالم الغيب والشهادة [الأنعام/73]، أي: ما يغيب عنكم وما تشهدونه، والغيب في قوله: يؤمنون بالغيب [البقرة/3]، ما لا يقع تحت الحواس ولا تقتضيه بداية العقول، وإنما يعلم بخبر الأنبياء عليهم السلام، وبدفعه يقع على الإنسان اسم الإلحاد، ومن قال: الغيب هو القرآن (وهو قول زر بن حبيش، حكاه عنه الماوردي. انظر: تفسير الماوردي 1/65)، ومن قال: هو القدر (أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 1/36 عن زيد بن أسلم، وفيه ضعف) فإشارة منهم إلى بعض ما يقتضيه لفظه. وقال بعضهم (وهو أبو مسلم الأصفهاني، انظر: تفسير الرازي 2/27) : معناه يؤمنون إذا غابوا عنكم، وليسوا كالمنافقين الذين قيل فيهم: وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون [البقرة/14]، وعلى هذا قوله: الذين يخشون ربهم بالغيب [فاطر/18]، من خشي الرحمن بالغيب [ق/33]، ولله غيب السموات والأرض [النحل/77]، أطلع الغيب [مريم/78]، فلا يظهر على غيبة أحدا [الجن/26]، لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله [النمل/65]، ذلك من أنباء الغيب [آل عمران/44]، وما كان الله ليطلعكم على الغيب [آل عمران/179]، إنك أنت علام الغيوب [المائدة/ 109]، إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب [سبأ/48]، وأغابت المرأة: غاب زوجها. وقوله في صفة النساء: حافظات للغيب بما حفظ الله [النساء/34]، أي: لا يفعلن في غيبة الزوج ما يكرهه الزوج. والغيبة: أن يذكر الإنسان غيره بما فيه من عيب من غير أن أحوج إلى ذكره، قال تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا [الحجرات/12]، والغيابة: منهبط من الأرض، ومنه: الغابة للأجمة، قال: في غيابة الجب [يوسف/10]، ويقال: هم يشهدون أحيانا، ويتغايبون أحيانا، وقوله: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد [سبأ/53]، أي: من حيث لا يدركونه ببصرهم وبصيرتهم.
تصفح سورة الكهف كاملة