تفسير و معنى كلمة فاستجبنا فَٱسۡتَجَبۡنَا من سورة الأنبياء آية رقم 84
اسْتِجابةُ الله للعِبادِ: قبولُ دُعائِهِمْ
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "جوب"
الجوب قطع الجوبة، وهي كالغائط من الأرض، ثم يستعمل في قطع كل أرض، قال تعالى: وثمود الذين جابوا الصخر بالواد [الفجر/9]، ويقال: هل عندك جائبة خبر (انظر: المجمل 1/202؛ وأساس البلاغة ص 68) ؟ وجواب الكلام: هو ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع، لكن خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب، قال تعالى: فما كان جواب قومه إلا أن قالوا [النمل/56]، والجواب يقال في مقابلة السؤال، والسؤال على ضربين: طلب مقال، وجوابه المقال. وطلب نوال، وجوابه النوال. فعلى الأول: أجيبوا داعي الله [الأحقاف/31]، وقال: ومن لا يجب داعي الله [الأحقاف/32]. وعلى الثاني قوله: قد أجيبت دعوتكما فاستقيما [يونس/89]، أي: أعطيتما ما سألتما. والاستجابة قيل: هي الإجابة، وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له، لكن عبر به عن الإجابة لقلة انفكاكها منها، قال تعالى: استجيبوا لله وللرسول [الأنفال/24]، وقال: ادعوني أستجب لكم [غافر/60]، فليستجيبوا لي [البقرة/186]، فاستجاب لهم ربهم [آل عمران/195]، ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات [الشورى/26] والذين استجابوا لربهم [الشورى/38]، وقال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي [البقرة/186]، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح [آل عمران/172].
تصفح سورة الأنبياء كاملة