تفسير و معنى كلمة فقبضت فَقَبَضۡتُ من سورة طه آية رقم 96


قَالَ بَصُرۡتُ بِمَا لَمۡ يَبۡصُرُواْ بِهِۦ فَقَبَضۡتُ قَبۡضَةٗ مِّنۡ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذۡتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتۡ لِي نَفۡسِي ٩٦

قَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ: أخَذت منه مِلْء كفِّي


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "قبض"

القبض: تناول الشيء بجميع الكف. نحو قبض السيف وغيره. قال تعالى: فقبضت فبضة [طه/96]، فقبض اليد على الشيء جمعها بعد تناوله، وقبضها عن الشيء جمعها قبل تناوله، وذلك إمساك عنه، ومنه قيل لإمساك اليد عن البذل. قبض. قال: يقبضون أيديهم [التوبة/67]، أي: يمتنعون من الإنفاق، ويستعار القبض لتحصيل الشيء وإن لم يكن فيه مراعاة الكف، كقولك: قبضت الدار من فلان، أي: حزتها. قال تعالى: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة [الزمر/67]، أي: في حوزه حيث لا تمليك لأحد. وقوله: ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا [الفرقان/46]، فإشارة إلى نسخ الظل الشمس. ويستعار القبض للعدو؛ لتصور الذي يعدو بصورة المتناول من الأرض شيئا، وقوله: يقبض ويبسط [البقرة/245]، أي: يسلب تارة ويعطي تارة، أو يسلب قوما ويعطي قوما، أو يجمع مرة ويفرق أخرى، أو يميت ويحيي، وقد يكنى بالقبض عن الموت، فيقال: قبضة الله، وعلى هذا النحو قوله عليه الصلاة والسلام: (ما من آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن) (الحديث عن النواس بن سمعان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع رب العالمين، إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه). أخرجه أحمد 4/182، وإسناده صحيح) أي: الله قادر على تصريف أشرف جزء منه، فكيف ما دونه، وقيل: راع قبضة: يجمع الإبل (يقال: راع قبضة: إذا كان منقبضا لا يتفسح في رعي غنمه. انظر: الجمهرة 1/303؛ والمجمل 3/741)، والانقباض: جمع الأطراف، ويستعمل في ترك التبسط.


تصفح سورة طه كاملة