تفسير و معنى كلمة فلاقطعن فَلَأُقَطِّعَنَّ من سورة طه آية رقم 71
فَلأفْصِلَنَّ
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "قطع"
القطع: فصل الشيء مدركا بالبصر كالأجسام، أو مدركا بالبصيرة كالأشياء المعقولة، فمن ذلك قطع الأعضاء نحو قوله: لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف [الأعراف/124]، وقوله: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما [المائدة/38] وقوله: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [محمد/15] وقطع الثوب، وذلك قوله تعالى: فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار [الحج/19] وقطع الطريق يقال على وجهين: أحدهما: يراد به السير والسلوك، والثاني: يراد به الغصب من المارة والسالكين للطريق نحو قوله: أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل [العنكبوت/29] وذلك إشارة إلى قوله: الذين يصدون عن سبيل الله [الأعراف/45]، وقوله: فصدهم عن السبيل [النمل/24] وإنما سمي ذلك قطع الطريق؛ لأنه يؤدي إلى انقطاع الناس عن الطريق، فجعل ذلك قطعا للطريق، وقطع الماء بالسباحة: عبوره، وقطع الوصل: هو الهجران، وقطع الرحم يكون بالهجران، ومنع البر. قال تعالى: وتقطعوا أرحامكم [محمد/22]، وقال: ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل [البقرة/27]، ثم ليقطع فلينظر [الحج/15] وقد قيل: ليقطع حبله حتى يقطع، وقد قيل: ليقطع أجله بالاختناق، وهو معنى قول ابن عباس: ثم ليختنق (أخرج الحاكم وصححه وغيره عن ابن عباس قال: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب قال: فليربط حبلا إلى السماء إلى سماء بيته السقف، ثم ليقطع قال: ثم يختنق به حتى يموت. انظر: الدر المنثور 6/15، والمستدرك)، وقطع الأمر: فصله، ومنه قوله: ما كنت قاطعة أمرا [النمل/32]، وقوله: ليقطع طرفا [آل عمران/127] أي: يهلك جماعة منهم. وقطع دابر الإنسان: هو إفناء نوعه. قال: فقطع دابر القوم هؤلاء الذين ظلموا [الأنعام/45]، و أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين [الحجر/66]، وقوله: إلا أن تقطع قلوبهم [التوبة/110] أي: إلا أن يموتوا، وقيل: إلا أن يتوبوا توبة بها تنقطع قلوبهم ندما على تفريطهم، وقطع من الليل: قطعة منه. قال تعالى: فأسر بأهلك بقطع من الليل [هود/ 81]. والقطيع من الغنم جمعه قطعان، وذلك كالصرمة والفرقة، وغير ذلك من أسماء الجماعة المشتقة من معنى القطع (انظر: جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر ص 359)، والقطيع: السوط، وأصاب بئرهم قطع أي: انقطع ماؤها، ومقاطع الأودية: مآخيرها.
تصفح سورة طه كاملة