تفسير و معنى كلمة لأهب لِأَهَبَ من سورة مريم آية رقم 19


قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا ١٩

أَهَب لَك: أُبَشِّرك بأنْ سَيُعْطِيك


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "وهب"

الهبة: أن تجعل ملكك لغيرك بغير عوض. يقال: وهبته هبة وموهبة وموهبا. قال تعالى: ووهبنا له إسحق [الأنعام/84]، الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق [إبراهيم/39]، إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا [مريم/19]، فنسب الملك إلى نفسه الهبة لما كان سببا في إيصاله إليها، وقد قرئ: ليهب لك (وبها قرأ قالون بخلف عنه، وورش وأبو عمرو ويعقوب. الإتحاف ص 298) فنسب إلى الله تعالى، فهذا على الحقيقة، والأول على التوسع. وقال تعالى: فوهب لي ربي حكما [الشعراء /21]، ووهبنا لداود سليمان [ص/30]، ووهبنا له أهله [ص/43]، ووهبنا له من رحمتنا أخاه هرون نبيا [مريم/53]، فهب لي من لدنك وليا يرثني [مريم/5]، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين [الفرقان/ 74]، هب لنا من لدنك رحمة [آل عمران/8]، هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي [ص/35]، ويوصف الله تعالى بالواهب والوهاب (انظر: الأسماء والصفات ص 97) بمعنى: أنه يعطي كلا على استحقاقه، وقوله: إن وهبت نفسها [الأحزاب/50]. والاتهاب: قبول الهبة، وفي الحديث: (لقد هممت أن لا أتهب إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي) (الحديث عن ابن عباس أن أعرابيا وهب للنبي صلى الله عليه وسلم هبة فأثابه عليها، قال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، قال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، قال: رضيت؟ قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي). أخرجه أحمد في المسند 1/295؛ وأبو داود مختصرا 3/290؛ والنسائي 6/280).


تصفح سورة مريم كاملة