تفسير و معنى كلمة مردا مَّرَدًّا من سورة مريم آية رقم 76
مَرْجِعًا
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "ردد"
الرد: صرف الشيء بذاته، أو بحالة من أحواله، يقال: رددته فارتد، قال تعالى: ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين [الأنعام/147]، فمن الرد بالذات قوله تعالى: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه [الأنعام/28]، ثم رددنا لكم الكرة [الإسراء/6]، وقال: ردوها علي [ص/33]، وقال: فرددناه إلى أمه [القصص/13]، يا ليتنا نرد ولا نكذب [الأنعام/27]، ومن الرد إلى حالة كان عليها قوله: يردوكم على أعقابكم [آل عمران/149]، وقوله: وإن يردك بخير فلا راد لفضله [يونس/107]، أي: لا دافع ولا مانع له، وعلى ذلك: عذاب غير مردود [هود/76]، ومن هذا الرد إلى الله تعالى، نحو قوله: ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا [الكهف/36]، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة [الجمعة/8]، ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق [الأنعام/62]، فالرد كالرجع في قوله: ثم إليه ترجعون [البقرة/28]، ومنهم من قال: في الرد قولان: أحدهما ردهم إلى ما أشار إليه بقوله: منها خلقناكم وفيها نعيدكم [طه/55]، والثاني: ردهم إلى الحياة المشار إليها بقوله: ومنها نخرجكم تارة أخرى [طه/55]، فذلك نظر إلى حالتين كلتاهما داخلة في عموم اللفظ. وقوله تعالى: فردوا أيديهم في أفواههم [إبراهيم/9]، قيل: عضوا الأنامل غيظا، وقيل: أومؤوا إلى السكوت وأشاروا باليد إلى الفم، وقيل: ردوا أيديهم في أفواه الأنبياء فأسكتوهم، واستعمال الرد في ذلك تنبيها أنهم فعلوا ذلك مرة بعد أخرى. وقوله تعالى: لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا [البقرة/109]، أي: يرجعونكم إلى حال الكفر بعد أن فارقتموه، وعلى ذلك قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين [آل عمران/100]، والارتداد والردة: الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكن الردة تختص بالكفر، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره، قال تعالى: إن الذين ارتدوا على أدبارهم [محمد/25]، وقال: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه [المائدة/54]، وهو الرجوع من الإسلام إلى الكفر، وكذلك: ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر [البقرة/217]، وقال عز وجل: فارتدا على آثارهما قصصا [الكهف/64]، إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى [محمد/25]، وقال تعالى: ونرد على أعقابنا [الأنعام/71]، وقوله تعالى: ولا ترتدوا على أدباركم [المائدة/21]، أي: إذا تحققتم أمرا وعرفتم خيرا فلا ترجعوا عنه. وقوله عز وجل: فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا [يوسف/96]، أي: عاد إليه البصر، ويقال: رددت الحكم في كذا إلى فلان: فوضته إليه، قال تعالى: ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم [النساء/83]، وقال: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [النساء/59]، ويقال: راده في كلامه. وقيل في الخبر: (البيعان يترادان) (أخرجه مالك في المدونة بلاغا 4/188، وأحمد 1/466، وابن الجارود في المنتقى ص 159) أي: يرد كل واحد منهما ما أخذ، وردة الإبل: أن تتردد إلى الماء، وقد أردت الناقة (قال في اللسان: الردة: أن تشرب الإبل الماء عللا فترتد الألبان في ضروعها. وأردت الناقة: ورمت أرفاغها وحياؤها من شرب الماء)، واسترد المتاع: استرجعه.
تصفح سورة مريم كاملة