تفسير و معنى كلمة نذقه نُّذِقۡهُ من سورة الحج آية رقم 25


إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ٢٥

الإذَاقَةُ: الحَمْلُ عَلَى الذَّوْقِ، والذَّوْقُ: الإحْساسُ العامُّ الَّذِي تَشْتَرِكُ فِيهِ جَمِيعُ قُوَى الحِسِّ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "ذوق"

الذوق: وجود الطعم بالفم، وأصله فيما يقل تناوله دون ما يكثر، فإن ما يكثر منه يقال له: الأكل، واختير في القرآن لفظ الذوق في العذاب؛ لأن ذلك - وإن كان في التعارف للقليل - فهو مستصلح للكثير، فخصه بالذكر ليعم الأمرين، وكثر استعماله في العذاب، نحو: ليذقوا العذاب [النساء/56]، وقيل لهم ذوقوا عذاب النار [السجدة/20]، فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون [الأنفال/35]، ذق إنك أنت العزيز الكريم [الدخان/49]، إنكم لذائقوا العذاب الأليم [الصافات/38]، ذلكم فذوقوه [الأنفال/14]، ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر [السجدة/21]، وقد جاء في الرحمة نحو: ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة [هود/9] ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته [هود/10]، ويعبر به عن الاختبار، فيقال: أذقته كذا فذاق، ويقال: فلان ذاق كذا، وأنا أكلته (قال الزمخشري: ومن المجاز: ذقت الناس وأكلتهم، وزنتهم وكلتهم، فما استطبت طعومهم، ولا استرجحت حلومهم. انظر: الأساس ص 147 مادة: ذوق)، أي: خبزته فوق ما خبر، وقوله: فأذاقها الله لباس الجوع والخوف [النحل/112]، فاستعمال الذوق مع اللباس من أجل أنه أريد به التجربة والاختبار، أي: فجعلها بحيث تمارس الجوع والخوف، وقيل: إن ذلك على تقدير كلامين، كأنه قيل: أذاقها طعم الجوع والخوف، وألبسها لباسهما. وقوله: وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة [الشورى/48]، فإنه استعمل في الرحمة الإذاقة، وفي مقابلتها الإصابة، فقال: وإن تصبهم سيئة [الشورى/48]، تنبيها على أن الإنسان بأدنى ما يعطى من النعمة يأشر ويبطر، إشارة إلى قوله: كلا إن الإنسان ليطغى *** أن رآه استغنى [العلق/6 - 7].


تصفح سورة الحج كاملة