تفسير و معنى كلمة نكرا نُّكۡرٗا من سورة الكهف آية رقم 87
مُنْكَرًا شنيعًا
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "نكر"
الإنكار ضد العرفان. يقال: أنكرت كذا، ونكرت، وأصله أن يرد على القلب ما لا يتصوره، وذلك ضرب من الجهل. قال تعالى: فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم [هود/70]، فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون [يوسف/58] وقد يستعمل ذلك فيما ينكر باللسان، وسبب الإنكار باللسان هو الإنكار بالقلب لكن ربما ينكر اللسان الشيء وصورته في القلب حاصلة، ويكون في ذلك كاذبا. وعلى ذلك قوله تعالى: يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها [النحل/83]، فهم له منكرون [المؤمنون/69]، فأي آيات الله تنكرون [غافر/81] والمنكر: كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول، فتحكم بقبحه الشريعة، وإلى ذلك قصد بقوله: الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر [التوبة/112]، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه [المائدة/79]، وينهون عن المنكر [آل عمران /104]، وتأتون في ناديكم المنكر [العنكبوت/29] وتنكير الشيء من حيث المعنى جعله بحيث لا يعرف. قال تعالى: نكروا لها عرشها [النمل/41] وتعريفه جعله بحيث يعرف. واستعمال ذلك في عبارة النحويين هو أن يجعل الاسم على صيغة مخصوصة، ونكرت على فلان وأنكرت: إذا فعلت به فعلا يردعه. قال تعالى: فكيف كان نكير [الملك/18] أي: إنكاري. والنكر: الدهاء والأمر الصعب الذي لا يعرف، وقد نكر نكارة (قال السرقسطي: ونكر نكارة ونكرا، وأنكر فهو نكر ومنكر: إذا صار داهيا. ونكرت: لا يتصرف تصرف الأفعال. الأفعال 3/124 - 125)، قال تعالى: يوم يدع الداع إلى شيء نكر [القمر/6]. وفي الحديث: (إذا وضع الميت في القبر أتاه ملكان منكر ونكير) (الحديث عن أنس بن مالك أن رسول الله قال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه - وإنه ليسمع قرع نعالهم - أتاه ملكان فيقعدانه... ) الحديث أخرجه البخاري 3/232 باب في عذاب القبر؛ ومسلم برقم (2870). وللترمذي - وهي رواية المؤلف -: (إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال أحدهما: المنكر، والآخر: النكير... ) الحديث بطوله أخرجه في عذاب القبر، وقال: حديث حسن غريب (انظر عارضة الأحوذي 4/291) ؛ وابن حبان برقم (780) )، واستعيرت المناكرة للمحاربة.
تصفح سورة الكهف كاملة