تفسير و معنى كلمة واحد وَٰحِدٞۖ من سورة الأنبياء آية رقم 108
لا ثانِيَ له في الأزلية والألوهية، ولا ثانِيَ له في ذاتِه ولا في صِفاتِه ولا في أَفْعَاله
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "وحد"
الوحدة: الانفراد، والواحد في الحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له البتة، ثم يطلق على كل موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح أن يوصف به، فيقال: عشرة واحدة، ومائة واحدة، وألف واحد، فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستة أوجه: الأول: ما كان واحدا في الجنس، أو في النوع كقولنا: الإنسان والفرس واحد في الجنس، وزيد وعمرو واحد في النوع. الثاني: ما كان واحدا بالاتصال؛ إما من حيث الخلقة كقولك: شخص واحد؛ وإما من حيث الصناعة، كقولك: حرفة واحدة. الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيرة؛ إما في الخلقة كقولك: الشمس واحدة؛ وإما في دعوى الفضيلة كقولك: فلان واحد دهره، وكقولك: نسيج وحده. الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزي فيه؛ إما لصغره كالهباء؛ وإما لصلابته كالألماس. الخامس: للمبدإ؛ إما لمبدإ العدد كقولك: واحد اثنان؛ وإما لمبدإ الخط كقولك: النقطة الواحدة. والوحدة في كلها عارضة، وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه: هو الذي لا يصح عليه التجزي ولا التكثر (انظر: الأسماء والصفات ص 29؛ والمنهاج في شعب الإيمان 1/189. وذكر المؤلف أن الواحد يستعمل على ستة أوجه، ثم ذكر منها خمسة فقط، وكذا نقله عنه الفيروزآبادي في البصائر 5/170، ولم يذكر السادس؛ وكذا السمين في العمدة)، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى: وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة [الزمر/45]، والوحد المفرد، ويوصف به غير الله تعالى، كقول الشاعر: - 456 - على مستأنس وحد (تمام البيت: كأن رحلي وقد زال النهار بنا * يوم الجليل على مستأنس وحد وهو للنابغة في ديوانه ص 31) وأحد مطلقا لا يوصف به غير الله تعالى، وقد تقدم فيما مضى (انظر: مادة (أحد) )، ويقال: فلان لا واحد له، كقولك: هو نسيج وحده، وفي الذم يقال: هو عيير وحده، وجحيش وحده، وإذا أريد ذم أقل من ذلك قيل: رجيل وحده.
تصفح سورة الأنبياء كاملة