تفسير و معنى كلمة وجاهدوا وَجَٰهَدُواْ من سورة البقرة آية رقم 218


إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٢١٨

وَقَاتَلُواْ فِي سَبيلِ اللهِ لإِعْلاءِ دينِ اللهِ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "جهد"

الجهد والجهد: الطاقة والمشقة، وقيل: الجهد بالفتح: المشقة، والجهد: الوسع. وقيل: الجهد للإنسان، وقال تعالى: والذين لا يجدون إلا جهدهم [التوبة/79]، وقال تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم [النور/53]، أي: حلفوا واجتهدوا في الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما في وسعهم. والاجتهاد: أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة، يقال: جهدت رأيي وأجهدته: أتعبته بالفكر، والجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجهاد ثلاثة أضرب: - مجاهدة العدو الظاهر. - ومجاهدة الشيطان. - ومجاهدة النفس. وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى: وجاهدوا في الله حق جهاده [الحج/78]، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله [التوبة/41]، إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله [الأنفال/72]، وقال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم) (الحديث ذكره المؤلف في كتاب الذريعة ص 34، ولم أجده لهذا اللفظ في كتب الحديث. لكن أخرج حمد في المسند 6/22 عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل) ؛ وأخرجه الترمذي في الزهد 4/165 وفي الجهاد برقم (1621) وقال: حسن صحيح؛ وأخرجه أبو داود في الجهاد برقم (2500) ). والمجاهدة تكون باليد واللسان، قال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم) (الحديث أخرجه ابن حبان برقم (1618) وصححه؛ والحاكم 2/81 ووافقه الذهبي، وصححه النووي أيضا في رياض الصالحين ص 515؛ وأخرجه أبو داود في الجهاد، ورقمه (2504) ؛ والنسائي 6/7؛ وأحمد 3/124، وانظر شرح السنة 12/378؛ والفتح الكبير 2/62).


تصفح سورة البقرة كاملة