تفسير و معنى كلمة وساءت وَسَآءَتۡ من سورة الكهف آية رقم 29


وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا ٢٩

سَاءَتْ: فِعْلٌ لإِنشاء الذَّم، مثل بِئْسَ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "سوأ"

السوء: كل ما يغم الإنسان من الأمور الدنيوية، والأخروية، ومن الأحوال النفسية، والبدنية، والخارجة، من فوات مال، وجاه، وفقد حميم، وقوله: بيضاء من غير سوء [طه/22]، أي: من غير آفة بها، وفسر بالبرص، وذلك بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال: إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين [النحل/27]، وعبر عن كل ما يقبح بالسوأى، ولذلك قوبل بالحسنى، قال: ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى [الروم/10]، كما قال: للذين أحسنوا الحسنى [يونس/26]، والسيئة: الفعلة القبيحة، وهي ضد الحسنة، قال: بلى من كسب سيئة [البقرة/81]، قال: لم تستعجلون بالسيئة [النمل/46]، يذهبن السيئات [هود/114]، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك [النساء/79]، فأصابهم سيئات ما عملوا [النحل/34]، وأدفع بالتي هي أحسن السيئة [المؤمنون/96]، وقال عليه الصلاة والسلام: (يا أنس أتبع السيئة الحسنة تمحها) (الحديث عن معاذ وأبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) أخرجه أحمد والترمذي والحاكم والدارمي 2/323. انظر: الفتح الكبير 1/33؛ والمسند 5/153؛ والمستدرك 1/54)، والحسنة والسيئة ضربان: أحدهما بحسب اعتبار العقل والشرع، نحو المذكور في قوله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها [الأنعام/160]، وحسنة وسيئة بحسب اعتبار الطبع، وذلك ما يستخفه الطبع وما يستثقله، نحو قوله: فإذا جائتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه [الأعراف/131]، وقوله: ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة [الأعراف/95]، وقوله تعالى: إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين [النحل/27]، ويقال: ساءني كذا، وسؤتني، وأسأت إلى فلان، قال: سيئت وجوه الذين كفروا [الملك/27]، وقال: ليسوءوا وجوهكم [الإسراء /7]، من يعمل سوءا يجز به [النساء/123]، أي: قبيحا، وكذا قوله: زين لهم سوء أعمالهم [التوبة/37]، عليهم دائرة السوء [الفتح/6]، أي: ما يسوءهم في العاقبة، وكذا قوله: وساءت مصيرا [النساء/97]، و ساءت مستقرا [الفرقان/66]، وأما قوله تعالى: فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين [الصافات/177]، و ساء ما يعملون [المائدة/66]، ساء مثلا [الأعراف/177]، فساء ههنا تجري مجرى بئس، وقال: ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء [الممتحنة/2]، وقوله: سيئت وجوه الذين كفروا [الملك/27]، نسب ذلك إلى الوجه من حيث إنه يبدو في الوجه أثر السرور والغم، وقال: سيء بهم وضاق بهم ذرعا [هود/77] : حل بهم ما يسوءهم، وقال: سوء الحساب [الرعد/21]، ولهم سوء الدار [الرعد/25]، وكني عن الفرج بالسوأة (انظر مجاز القرآن 1/162). قال: كيف يواري سوأة أخيه [المائدة/31]، فأواري سوأة أخي [المائدة/31]، يواري سوآتكم [الأعراف/26]، بدت لهما سوآتهما [الأعراف/22]، ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما [الأعراف/20].


تصفح سورة الكهف كاملة