تفسير و معنى كلمة وهبنا وَهَبۡنَا من سورة مريم آية رقم 49


فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا نَبِيّٗا ٤٩

منحنا وأنعمنا


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "وهب"

الهبة: أن تجعل ملكك لغيرك بغير عوض. يقال: وهبته هبة وموهبة وموهبا. قال تعالى: ووهبنا له إسحق [الأنعام/84]، الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق [إبراهيم/39]، إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا [مريم/19]، فنسب الملك إلى نفسه الهبة لما كان سببا في إيصاله إليها، وقد قرئ: ليهب لك (وبها قرأ قالون بخلف عنه، وورش وأبو عمرو ويعقوب. الإتحاف ص 298) فنسب إلى الله تعالى، فهذا على الحقيقة، والأول على التوسع. وقال تعالى: فوهب لي ربي حكما [الشعراء /21]، ووهبنا لداود سليمان [ص/30]، ووهبنا له أهله [ص/43]، ووهبنا له من رحمتنا أخاه هرون نبيا [مريم/53]، فهب لي من لدنك وليا يرثني [مريم/5]، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين [الفرقان/ 74]، هب لنا من لدنك رحمة [آل عمران/8]، هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي [ص/35]، ويوصف الله تعالى بالواهب والوهاب (انظر: الأسماء والصفات ص 97) بمعنى: أنه يعطي كلا على استحقاقه، وقوله: إن وهبت نفسها [الأحزاب/50]. والاتهاب: قبول الهبة، وفي الحديث: (لقد هممت أن لا أتهب إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي) (الحديث عن ابن عباس أن أعرابيا وهب للنبي صلى الله عليه وسلم هبة فأثابه عليها، قال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، قال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، قال: رضيت؟ قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي). أخرجه أحمد في المسند 1/295؛ وأبو داود مختصرا 3/290؛ والنسائي 6/280).


تصفح سورة مريم كاملة