تفسير و معنى كلمة يتوفى يُتَوَفَّىٰ من سورة الحج آية رقم 5


يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ ٥

تُقْبَضُ روحُه


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "وفي"

الوافي: الذي بلغ التمام. يقال: درهم واف، وكيل واف، وأوفيت الكيل والوزن. قال تعالى: وأوفوا الكيل إذا كلتم [الإسراء/35]، وفى بعهده يفي وفاء، وأوفى: إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه، واشتقاق ضده، وهو الغدر يدل على ذلك وهو الترك، والقرآن جاء بأوفى. قال تعالى: وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم [البقرة/40]، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم [النحل/91]، بلى من أوفى بعهده واتقى [آل عمران/76]، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا [البقرة/177]، يوفون بالنذر [الإنسان/7]، ومن أوفى بعهده من الله [التوبة/111]، وقوله: وإبراهيم الذي وفى [النجم/37]، فتوفيته أنه بذل المجهود في جميع ما طولب به، مما أشار إليه في قوله: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم [التوبة/111]، من بذله ماله بالإنفاق في طاعته، وبذل ولده الذي هو أعز من نفسه للقربان، وإلى ما نبه عليه بقوله: وفى أشار بقوله تعالى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن [البقرة/124]، وتوفية الشيء: بذله وافيا، واستيفاؤه: تناوله وافيا. قال تعالى: ووفيت كل نفس ما كسبت [آل عمران/25]، وقال: وإنما توفون أجوركم [آل عمران/ 185]، ثم توفى كل نفس [البقرة/281]، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر/10]، من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها [هود/15]، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم [الأنفال/60]، فوفاه حسابه [النور/39]، وقد عبر عن الموت والنوم بالتوفي، قال تعالى: الله يتوفى الأنفس حين موتها [الزمر/42]، وهو الذي يتوفاكم بالليل [الأنعام/60]، قل يتوفاكم ملك الموت [السجدة/11]، والله الذي خلقكم ثم يتوفاكم [النحل/70]، الذين تتوفاهم الملائكة [النحل/28]، توفته رسلنا [الأنعام/61]، أو نتوفينك [يونس/46]، وتوفنا مع الأبرار [آل عمران/193]، وتوفنا مسلمين [الأعراف/126]، توفني مسلما [يوسف/101]، يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [آل عمران/55]، وقد قيل: توفي رفعة واختصاص لا توفي موت. قال ابن عباس: توفي موت، لأنه أماته ثم أحياه (أخرج ذلك ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. وعن ابن عباس أيضا قال: رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان. الدر المنثور 2/225 - 226؛ وتفسير الطبري 3/290).


تصفح سورة الحج كاملة