تفسير و معنى كلمة يزالون يَزَالُونَ من سورة البقرة آية رقم 217


يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٢١٧

لا يَزَالُونَ: تَدُلُّ عَلَى الثَّباتِ والاسْتِمْرارِ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "زول"

زال الشيء يزول زوالا: فارق طريقته جانحا عنه، وقيل: أزلته، وزولته، قال: إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا [فاطر/41]، ولئن زالتا [فاطر/41]، لتزول منه الجبال [إبراهيم/46]، والزوال يقال في شيء قد كان ثابتا قبل، فإن قيل: قد قالوا: زوال الشمس، ومعلوم أن لا ثبات للشمس بوجه، قيل: إن ذلك قالوه لاعتقادهم في الظهيرة أن لها ثباتا في كبد السماء، ولهذا قالوا: قام قائم الظهيرة، وسار النهار، وقيل: زاله يزيله (قال السرقسطي: وقد زال الشيء يزيله زيلا: إذا مازه منه. انظر: الأفعال 3/479) زيلا، قال الشاعر: - 217 - زال زوالها (البيت: هذا النهار بدا لها من همها *** ما بالها بالليل زال زوالها وهو للأعشى في ديوانه ص 150، واللسان (زول). قيل: معناه: زال الخيال زوالها) أي: أذهب الله حركتها، والزوال: التصرف. وقيل: هو نحو قولهم: أسكت الله نأمته (أي: نغمته وصوته، انظر: اللسان (نأم) ؛ والمنتخب لكراع النمل 1/46)، وقال الشاعر: - 218 - إذا ما رأتنا زال منها زويلها (هذا عجز بيت، وشطره: وبيضاء لا تنحاش منا وأمها وهو لذي الرمة في ديوانه ص 637 من قصيدة مطلعها: أخرقاء للبين استقلت حمولها *** نعم غربة فالعين يجري مسيلها ورواية الديوان (زيل) والبيت في المجمل 2/445) ومن قال: زال لا يتعدى، قال: (زوالها) نصب على المصدر، و تزيلوا [الفتح/25]، تفرقوا، قال: فزيلنا بينهم [يونس/28]، وذلك على التكثير فيمن قال: زلت متعد، نحو: مزته وميزته، وقولهم: ما زال ولا يزال خصا بالعبارة، وأجريا مجرى كان في رفع الاسم ونصب الخبر، وأصله من الياء، لقولهم زيلت، ومعناه معنى ما برحت، وعلى ذلك: ولا يزالون مختلفين [هود/118]، وقوله: لا يزال بنيانهم [التوبة/110]، و لا يزال الذين كفروا [الرعد/31]، فما زلتم في شك [غافر/34]، ولا يصح أن يقال: ما زال زيد إلا منطلقا، كما يقال: ما كان زيد إلا منطلقا، وذلك أن زال يقتضي معنى النفي، إذ هو ضد الثبات، وما ولا: يقتضيان النفي، والنفيان إذا اجتمعا اقتضيا الإثبات، فصار قولهم: ما زال يجري مجرى (كان) في كونه إثباتا، فكما لا يقال: كان زيد إلا منطلقا، لا يقال: ما زال زيد إلا منطلقا.


تصفح سورة البقرة كاملة