تفسير و معنى كلمة يصحبون يُصۡحَبُونَ من سورة الأنبياء آية رقم 43


أَمۡ لَهُمۡ ءَالِهَةٞ تَمۡنَعُهُم مِّن دُونِنَاۚ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَ أَنفُسِهِمۡ وَلَا هُم مِّنَّا يُصۡحَبُونَ ٤٣

يُجارُونَ ويُمْنَعُونَ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "صحب"

الصاحب: الملازم إنسانا كان أو حيوانا، أو مكانا، أو زمانا. ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن - وهو الأصل والأكثر - أو بالعناية والهمة، وعلى هذا قال: - 279 - لئن غبت عن عيني لما غبت عن قلبي (هذا عجز بيت لأبي العتاهية، وصدره: أما والذي لو شاء لم يخلق النوى وهو في عيون الأخبار 4/86؛ ومجمع البلاغة 1/501؛ وأمالي القالي 2/196؛ ولم أجده في ديوان أبي العتاهية) ولا يقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته، ويقال للمالك للشيء: هو صاحبه، وكذلك لمن يملك التصرف فيه. قال تعالى: إذ يقول لصاحبه لا تحزن [التوبة/40]، قال له صاحبه وهو يحاوره [الكهف/34]، أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم [الكهف/9]، وأصحاب مدين [الحج/44]، وأصحاب النار هم فيها خالدون [البقرة/217]، من أصحاب السعير [فاطر/6]، وأما قوله: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة [المدثر/31] أي: الموكلين بها لا المعذبين بها كما تقدم. وقد يضاف الصاحب إلى مسوسه نحو: صاحب الجيش، وإلى سائسه نحو: صاحب الأمير. والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع؛ لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لبثه، فكل اصطحاب اجتماع، وليس كل اجتماع اصطحابا، وقوله: و لا تكن كصاحب الحوت [القلم/48]، وقوله: ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة [سبأ/46]، وقد سمي النبي عليه السلام صاحبهم تنبيها أنكم صحبتموه، وجربتموه وعرفتموه ظاهرة وباطنه، ولم تجدوا به خبلا وجنة، وكذلك قوله: وما صاحبكم بمجنون [التكوير/22]. والإصحاب للشيء: الأنقياد له. وأصله أن يصير له صاحبا، ويقال: أصحب فلان: إذا كبر ابنه فصار صاحبه، وأصحب فلان فلانا: جعل صاحبا له. قال: ولا هم منا يصحبون [الأنبياء/43]، أي: لا يكون لهم من جهتنا ما يصحبهم من سكينة وروح وترفيق، ونحو ذلك مما يصحبه أولياءه، وأديم مصحب: أصحب الشعر الذي عليه ولم يجز عنه.


تصفح سورة الأنبياء كاملة