تفسير و معنى كلمة يكفله يَكۡفُلُهُۥۖ من سورة طه آية رقم 40


إِذۡ تَمۡشِيٓ أُخۡتُكَ فَتَقُولُ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ مَن يَكۡفُلُهُۥۖ فَرَجَعۡنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَۚ وَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا فَنَجَّيۡنَٰكَ مِنَ ٱلۡغَمِّ وَفَتَنَّٰكَ فُتُونٗاۚ فَلَبِثۡتَ سِنِينَ فِيٓ أَهۡلِ مَدۡيَنَ ثُمَّ جِئۡتَ عَلَىٰ قَدَرٖ يَٰمُوسَىٰ ٤٠

يَعُوله ويَقُوم بتَرْبِيته


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "كفل"

الكفالة: الضمان، تقول: تكلفت بكذا، وكفلته فلانا، وقرئ: وكفلها زكريا [آل عمران/37] (وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص 173) أي: كفلها الله تعالى، ومن خفف (قرأ بالتخفيف نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب) جعل الفعل لزكريا، المعنى: تضمنها. قال تعالى: وقد جعلتم الله عليكم كفيلا [النحل/91]، والكفيل: الحظ الذي فيه الكفاية، كأنه تكفل بأمره. نحو قوله تعالى: فقال أكفلنيها [ص/23] أي: اجعلني كفلا لها، والكفل: الكفيل، قال: يؤتكم كفلين من رحمته [الحديد/28] أي: كفيلين من نعمته في الدنيا والآخرة، وهما المرغوب إلى الله تعالى فيهما بقوله: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة [البقرة/201] وقيل: لم يعن بقوله: (كفلين) أي: نعمتين اثنتين بل أراد النعمة المتوالية المتكفلة بكفايته، ويكون تثنيته على حد ما ذكرنا في قولهم: (لبيك وسعديك) (انظر: مادة (سعد)، وإما قوله: من يشفع شفاعة حسنة إلى قوله: يكن له كفل منها [النساء/85] فإن الكفل ههنا ليس بمعنى الأول، بل هو مستعار من الكفل (الكفل من الرجال: الذي يكون في مؤخر الحرب، إنما همته التأخر والفرار. انظر: تهذيب اللغة 10/253)، وهو الشيء الرديء، واشتقاقه من الكفل (لكن قال في اللسان: الكفل لا يشتق منه فعل ولا صفة)، وهو أن الكفل لما كان مركبا ينبو براكبه صار متعارفا في كل شدة، كالسيساء: وهو العظم الناتئ من ظهر الحمار، فيقال: لأحملنك على الكفل، وعلى السيساء (يقال: اركب لكل حال سيساءه، والسيساء: ظهرالحمار، ومعناه: اصبر على كل حال. راجع: مجمع الأمثال 1/301)، ولأركبنك الحسرى الرذايا (الرذايا: جمع الرذي، وهو الذي أثقله المرض، والرذي من الإبل: المهزول الهالك الذي لا يستطيع براحا ولا ينبعث. اللسان (رذى) )، قال الشاعر: - 391 - وحملناهم على صعبة زو * راء يعلونها بغير وطاء (البيت تقدم في مادة (عتب) ) ومعنى الآية: من ينضم إلى غيره معينا له في فعلة حسنة يكون له منها نصيب، ومن ينضم إلى غيره معينا له في فعلة سيئة يناله منها شدة. وقيل: الكفل الكفيل. ونبه أن من تحرى شرا فله من فعله كفيل يسأله، كما قيل: من ظلم فقد أقام كفيلا بظلمه، تنبيها أنه لا يمكنه التخلص من عقوبته.


تصفح سورة طه كاملة