تفسير و معنى كلمة ينشرون يُنشِرُونَ من سورة الأنبياء آية رقم 21
يحيون الموتى
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "نشر"
النشر، نشر الثوب، والصحيفة، والسحاب، والنعمة، والحديث: بسطها. قال تعالى: وإذا الصحف نشرت [التكوير/10]، وقال: وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته [الأعراف/57] (وهي قراءة ابن عامر الشامي)، وينشر رحمته [الشورى/28]، وقوله: والناشرات نشرا [المرسلات/3] أي: الملائكة التي تنشر الرياح، أو الرياح التي تنشر السحاب، ويقال في جمع الناشر: ننشر، وقرئ: نشرا (وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب. الإتحاف ص 226) فيكون كقوله: (والناشرات) ومنه: سمعت نشرا حسنا. أي: حديثا ينشر من مدح وغيره، ونشر الميت نشورا. قال تعالى: وإليه النشور [الملك/15]، بل كانوا لا يرجون نشورا [الفرقان/40]، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا [الفرقان/3]، وأنشر الله الميت فنشر. قال تعالى: ثم إذا شاء أنشره [عبس/22]، فأنشرنا به بلدة ميتا [الزخرف/11] وقيل: نشر الله الميت وأنشره بمعنى، والحقيقة أن نشر الله الميت مستعار من نشر الثوب. كما قال الشاعر: - 440 - طوتك خطوب دهرك بعد نشر * كذاك خطوبه طيا ونشرا (البيت لدعبل الخزاعي، وقد تقدم. ونسبه الجاحظ لأبي العتاهية في البيان والتبيين 3/208، وهو في عمدة الحفاظ: نشر، والجليس الصالح 1/317؛ وأمالي الزجاجي: ص 92) وقوله تعالى: وجعل النهار نشورا [الفرقان/47]، أي: جعل فيه الانتشار وابتغاء الرزق كما قال: ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار الآية [القصص /73]، وانتشار الناس: تصرفهم في الحاجات. قال تعالى: ثم إذا أنتم بشر تنتشرون [الروم/20]، فإذا طعمتم فانتشروا [الأحزاب/53]، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض [الجمعة/10] وقيل: نشروا في معنى انتشروا، وقرئ: (وإذا قيل انشروا فانشروا) [المجادلة/11] (وهي قراءة شاذة) أي: تفرقوا. والانتشار: انتفاخ عصب الدابة، والنواشر: عروق باطن الذراع، وذلك لانتشارها، والنشر: الغنم المنتشر، وهو للمنشور كالنقض للمنقوض، ومنه قيل: اكتسى البازي ريشا نشرا. أي: منتشرا واسعا طويلا، والنشر: الكلأ اليابس، إذا أصابه مطر فينشر. أي: يحيا، فيخرج منه شيء كهيئة الحلمة، وذلك داء للغنم، يقال منه: نشرت الأرض فهي ناشرة. ونشرت الخشب بالمنشار نشرا اعتبارا بما ينشر منه عند النحت، والنشرة: رقية يعالج المريض بها.
تصفح سورة الأنبياء كاملة