تفسير و معنى كلمة بعثناهم بَعَثۡنَٰهُمۡ من سورة الكهف آية رقم 19


وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامٗا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقٖ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا ١٩

أيْقَظَناهم


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "بعث"

أصل البعث: إثارة الشيء وتوجيهه، يقال: بعثته فانبعث، ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علق به، فبعثت البعير: أثرته وسيرته، وقوله عز وجل: والموتى يبعثهم الله [الأنعام/36]، أي: يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة، يوم يبعثهم الله جميعا [المجادلة/6]، زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن [التغابن/7]، ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة [لقمان/28]، فالبعث ضربان: - بشري، كبعث البعير، وبعث الإنسان في حاجة. - وإلهي، وذلك ضربان: - أحدهما: إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع لا عن ليس (الليس: اللزوم)، وذلك يختص به الباري تعالى، ولم يقدر عليه أحد. والثاني: إحياء الموتى، وقد خص بذلك بعض أوليائه، كعيسى صلى الله عليه وسلم وأمثاله، ومنه قوله عز وجل: فهذا يوم البعث [الروم/56]، يعني: يوم الحشر، وقوله عز وجل: فبعث الله غرابا يبحث في الأرض [المائدة/31]، أي: قيضه، ولقد بعثنا في كل أمة رسولا [النحل/36]، نحو: أرسلنا رسلنا [المؤمنون/44]، وقوله تعالى: ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا [الكهف/12]، وذلك إثارة بلا توجيه إلى مكان، ويوم نبعث من كل أمة شهيدا [النحل/84]، قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [الأنعام/65]، وقال عز وجل: فأماته الله مائة عام ثم بعثه [البقرة/259]، وعلى هذا قوله عز وجل: وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه [الأنعام/60]، والنوم من جنس الموت فجعل التوفي فيهما، والبعث منهما سواء، وقوله عز وجل: ولكن كره الله انبعاثهم [التوبة/46]، أي: توجههم ومضيهم.


تصفح سورة الكهف كاملة