تفسير و معنى كلمة تكلف تُكَلَّفُ من سورة البقرة آية رقم 233
لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ: لا يُفْرَض عليها
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "كلف"
الكلف: الإيلاع بالشيء. يقال: كلف فلان بكذا، وأكلفته به: جعلته كلفا، والكلف في الوجه سمي لتصور كلفة به، وتكلف الشيء: ما يفعله الإنسان بإظهار كلف مع مشقة تناله في تعاطيه، وصارت الكلفة في التعارف اسما للمشقة، والتكلف: اسم لما يفعل بمشقة، أو تصنع، أو تشبع، ولذلك صار التكلف على ضربين: محمود: وهو ما يتحراه الإنسان ليتوصل به إلى أن يصير الفعل الذي يتعاطاه سهلا عليه، ويصير كلفا به ومحبا له، وبهذا النظر يستعمل التكليف في تكلف العبادات. الثاني: مذموم، وهو ما يتحراه الإنسان مراءاة، وإياه عني بقوله تعالى: قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين [ص/86] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف) (الحديث ذكره الغزالي في الإحياء، وقال النووي: ليس بثابت. وقال العراقي: أخرجه الدارقطني في الأفراد من حديث الزبير بن العوام مرفوعا: (ألا إني بريء من التكلف وصالحو أمتي) وسنده ضعيف. انظر: إحياء علوم الدين 2/187؛ وتخريج أحاديث الإحياء 4/1560؛ وكشف الخفاء 1/205). وقوله: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [البقرة/286] أي: ما يعدونه مشقة فهو سعة من المآل. نحو قوله: وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم [الحج/78]، وقوله: فعسى أن تكرهوا شيئا الآية [النساء/19].
تصفح سورة البقرة كاملة