تفسير و معنى كلمة سفر سَفَرٖ من سورة البقرة آية رقم 185


شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥

عَلَى سَفَرٍ: مُسافِراً سَفَراً يُرَخَّصُ فيهِ القَصْرُ فِي الصَّلاةِ


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "سفر"

السفر: كشف الغطاء، ويختص ذلك بالأعيان، نحو: سفر العمامة عن الرأس، والخمار عن الوجه، وسفر البيت: كنسه بالمسفر، أي: المكنس، وذلك إزالة السفير عنه، وهو التراب الذي يكنس منه، والإسفار يختص باللون، نحو: والصبح إذا أسفر [المدثر/34]، أي: أشرق لونه، قال تعالى: وجوه يومئذ مسفرة [عبس/38]، و (أسفروا بالصبح تؤجروا) (الحديث عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجرة). أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح؛ وأحمد 3/465؛ وابن ماجه (262) وصححه، والنسائي 1/272، وقال البغوي: هذا حديث حسن، وانظر: شرح السنة 2/196) من قولهم: أسفرت، أي: دخلت فيه، نحو: أصبحت، وسفر الرجل فهو سافر، والجمع السفر، نحو: ركب. وسافر خص بالمفاعلة اعتبارا بأن الإنسان قد سفر عن المكان، والمكان سفر عنه، ومن لفظ السفر اشتق السفرة لطعام السفر، ولما يوضع فيه. قال تعالى: وإن كنتم مرضى أو على سفر [النساء/43]، والسفر: الكتاب الذي يسفر عن الحقائق، وجمعه أسفار، قال تعالى: كمثل الحمار يحمل أسفارا [الجمعة/5]، وخص لفظ الأسفار في هذا المكان تنبيها أن التوراة - وإن كانت تحقق ما فيها - فالجاهل لا يكاد يستبينها كالحمار الحامل لها، وقوله تعالى: بأيدي سفرة *** كرام بررة [عبس/15 - 16]، فهم الملائكة الموصوفون بقوله: كراما كاتبين [الانفطار/11]، والسفرة: جمع سافر، ككاتب وكتبة، والسفير: الرسول بين القوم يكشف ويزيل ما بينهم من الوحشة، فهو فعيل في معنى فاعل، والسفارة: الرسالة، فالرسول، والملائكة، والكتب، مشتركة في كونها سافرة عن القوم ما استبهم عليهم، والسفير: فيما يكنس في معنى المفعول، والسفار في قول الشاعر: - 135 - وما السفار قبح السفار (هذا عجز بيت، وشطره: ما كان أجمالي وما القطار وهو في مقاييس اللغة (سفر) ؛ والمجمل 2/465) فقيل: هو حديدة تجعل في أنف البعير، فإن لم يكن في ذلك حجة غير هذا البيت، فالبيت يحتمل أن يكون مصدر سافرت (وهذا من اجتهادات الراغب في اللغة).


تصفح سورة البقرة كاملة