تفسير و معنى كلمة مريضا مَرِيضًا من سورة البقرة آية رقم 185


شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥

الْمَرِيضِ: المصاب بعِلَّةٌ بالجسم أو النَّفْس بحيث يشق عليه الصوم


التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "مرض"

المرض: الخروج عن الاعتدال الخاص بالإنسان، وذلك ضربان: الأول: مرض جسمي، وهو المذكور في قوله تعالى: ولا على المريض حرج [النور/61]، ولا على المرضى [التوبة/91]. والثاني: عبارة عن الرذائل كالجهل، والجبن، والبخل، والنفاق، وغيرها من الرذائل الخلقية. نحو قوله: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا [البقرة/10]، أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا [النور/50]، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم [التوبة/125]. وذلك نحو قوله: وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا [المائدة/64] ويشبه النفاق والكفر ونحوهما من الرذائل بالمرض؛ إما لكونها مانعة عن إدراك الفضائل كالمرض المانع للبدن عن التصرف الكامل؛ وإما لكونها مانعة عن تحصيل الحياة الأخروية المذكورة في قوله: وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون [العنكبوت/64] ؛ وإما لميل النفس بها إلى الاعتقادات الرديئة ميل البدن المريض إلى الأشياء المضرة، ولكون هذه الأشياء متصورة بصورة المرض قيل: دوي صدر فلان، ونغل قلبه. وقال عليه الصلاة والسلام: (وأي داء أدوأ من البخل؟) (قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سيدكم يا بني سلمة؟) قالوا: سيدنا جد بن قيس إلا أنه رجل فيه بخل، فقال صلى الله عليه وسلم: (وأي داء أدوأ من البخل!؟ بل سيدكم بشر بن البراء) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/219، وقال: صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي)، ويقال: شمس مريضة: إذا لم تكن مضيئة لعارض عرض لها، وأمرض فلان في قوله: إذا عرض، والتمريض القيام على المريض، وتحقيقه: إزالة المرض عن المريض كالتقذية في إزالة القذى عن العين.


تصفح سورة البقرة كاملة